الجزائر تنفخ في الوهم
كل المؤشرات الحالية ، وجميع التوقعات المستقبلية ، وحتى التنبؤات والفرضيات تنذر بانهيار جبهة البوليساريو ، وأفولها ، وبفشل كل المخططات الرامية الى إنقاذها.
وبينما جبهة البوليساريو تعاني من مضاعفات الفشل ، وتدخل شيئا فشيئا في غيبوبة سياسية توحي بنهايتها ، نرى النظام الجزائري يحاول إنعاشها بشتى الوسائل والطرق ، ويسعى لإرجاع النشاط لأطرافها المتهالكة ، ويخضعها لحصص متوالية من الصدمات الكهربائية القوية علها تنفع في إعادة النبض لقلبها المتوقف.
منذ إعلان الحرب من طرف واحد ( جبهة البوليساريو )، والهزائم تتوالى، والمكاسب تتراجع ، والمشروع يتهاوى ، و ” الدولة ” تتساقط ، فبدل أن تحارب جبهة البوليساريو المغرب أصبحت تحارب نفسها ، وكل يوم تقضي على نفسها بنفسها ، دون أن يلحق شيء بالمغرب ، المغرب الذي يمر بفترة ازدهار غير مسبوقة، ويحقق النتائج دون أن يحرك ساكنا، وينتصر ميدانيا دون استعمال جندي واحد ، ويعترف له العالم بالأمن والاستقرار ، بل ويستقبل الوفود وينظم الرحلات جهارا نهارا لكل الأماكن التي تدعي البوليساريو قصفها ، يفضحها بالدليل المادي وبالرؤية المباشرة بالعين المجردة، بل ويقيم المناورات العسكرية بمناطق ” حرب حسب رواية الجبهة ” ، تأتي الجيوش من مناطق العالم تتحرك وتناور وتنفذ التدريبات بتلك المناطق التي لا يمكن بأي حال إلا أن تكون آمنة، لتبقى أقصاف البوليساريو حبرا على ورق ، لا وجود لها الا في بيانات تتوالى تباعا وما عادت تغري الأتباع ولا تثير اهتمامهم لتشابهها ولخطابها المكرر في كل شيء، ما عدا أرقامها التي تتصاعد وتكبر كبر فضيحة القيادة دون أي نتيجة تذكر.
فقدت البوليساريو قيادات ميدانية، وخسرت مقاتلين من مختلف الأعمار ، في حرب لا وجود لها وفي نفس الوقت تكلفتها باهضة ، ووحدهم ساكنة المخيمات من يدفعون ثمنها من أرواحهم وأعمارهم ومستقبلهم ، سواء منهم المدفوعين للانتحار على مشارف الجدار الأمني المحصن ، أو الماكثين في خيم بالية يقاصون الحر والبرد والعطش في سبيل مشروع وهمي سرق منهم كل شيء جميل .
من حسنات حرب البوليساريو، أنها كشفت لمن كان يشكك علاقة الجزائر بالبوليساريو ، فبعدما ناورت وتخفت وراء الدفاع عن تقرير مصير الشعوب ، وادعت عدم وجود علاقة لها بجبهة البوليساريو ، وأنها طرف محايد ، ورغم وجود الأدلة التي تنفي ذلك ، إلا أن حرب البوليساريو عززت من الأدلة ، وكشفت القناع وأبانت عن الوجه الحقيقي للجزائر دون مواربة ولا مساحيق .
النظام الجزائري اضطر للخروج دفاعا عن مشروعه ، ولينقذ جبهة البوليساريو الصريعة ، وينعش الآمال في إحيائها ، ويخرجها من المجهول ويعيدها لسكة الطريق التي وجدت من أجلها خدمة للجزائر ولا شيء غير الجزائر ، فقام النظام الجزائري بتسيير المخيمات ، وقدم المساعدات ، ونقل القيادة للعلاج ، وقدم كل ما يمكنه من دعم لتفوز البوليساريو في الحرب دون فائدة، وبعدما توالت الهزائم والخيبات وأبانت القيادة عن ضعف في التسيير ونقص في الخبرة القتالية والتعامل مع الميدان، وجه النظام الجزائري الدولة الجزائرية برمتها لدعم البوليساريو ، فاستقبل الرئيس الجزائري زعيم البوليساريو وتحركت الأموال والطائرات ، وصرفت الأموال ، وأخيرا جيء بأصناف من التابعين لجبهة البوليساريو الى الجزائر للخضوع لتدريبات عسكرية مكثفة في مختلف الميادين .
لكن الفشل سمة بارزة في مسار جيهة البوليساريو التي استمدها من النظام الجزائري ، فحين أرادت الجزائر تدريب مقاتلي البوليساريو ، قدمت القيادة أبناءها وأبناء الأطر المهمة بالجبهة ، واعتمدت القبلية والمحسوبية في الانتقاء ، وبعثت بمن لا علاقة لهم بالميدان ، فتدربوا ونالوا الشهادات العسكرية ليكونوا شهداء على الدعم الجزائري المطلق لجبهة البوليساريو ، ولكن شهداء أيضا على تلاعب القيادة حتى بمصيرها ، ولم تتوانى وهي تعيش لحظاتها الأخيرة أن تستغل كل فرصة في سبيل إظهار فسادها وحبها لنفسها .
الجزائر دربت وجهزت وكونت من أجل أن تعيد الجبهة التي فشلت عسكريا وسياسيا ، إقليميا ودوليا ، وتريد أيضا أن تحقق انتصارا مستحيلا على المغرب ، ولكن البوليساريو وهي تتلقى الدعم والانعاش استغلته لنفسها وبعثت بالحاشية والنخبة والأقارب ليتكونوا عسكريا ويأخذوا الشهادات ، وتركت البسطاء في الميدان يلاقون مصيرهم، ويموتون على مشارف الجدار منفذين لأوامر القيادة فيما تسميه عمليات عسكرية ، ونسميه عمليات انتحارية تدخل في خانة الإرهاب ، فلا معنى لأن تبعث شباب مراهقين تسميهم مقاتلين غير مؤهلين ولا يملكون الخبرة، وتمنحهم سيارات مكشوفة وتطلقهم كفئران التجارب موجهة اياهم الى الموت ، وجبهة البوليساريو تعرف أنهم سيموتون ميتة شنيعة، لكنها لا تثنيهم ولا تمنعهم ، وكأنها تقصد كل القصد قتلهم .
فمن يقتل الصحراويين ومن يدعوا للارهاب والقتل ، ومن يتاجر بالأبرياء ؟
#الفيديو تخرج دفعة من ابناء القيادة وأطر جبهة البوليساريو من إحدى المدارس العسكرية بالجزائر ( لا نحتاج أن نذكركم طبعا أن الجزائر لا علاقة لها بملف الصحراء وأنها تلتزم الحياد )
الى جلالة الملك محمد السادس .. نداء استغاثة من مخيمات تندوف
انضم الشاب الصحراوي “هماد محمد عينة” الى قافلة المنتفضين على عصابة قادة جبهة ا…