العلاج لزعيم جبهة البوليساريو والموت لأتباعها
العلاج للزعيم والموت للأتباع
قبل أيام احتجت عائلة الشاب ” محمد لمين ميشان ” ، ضحية البوليساريو الذي كان نصيبه إصابة على مستوى العينين ، فقد معها البصر جزئيا، ونقل إلى مستشفى عين النعجة الجزائري، أين قضى أياما يخضع للعلاج ، قبل أن يخرجه المستشفى دون إتمام العلاج، مطالبين إياه بضرورة التنقل إلى الخارج لحساسية إصابته، ولضعف الإمكانيات والخبرة اللازمة ، ليعود الى المخيمات بفضل تبرعات المعارف والجيران بسبب فقر عائلته، وتنكر القيادة له وللتكفل به وبنفاقته.
ظل الشاب الذي ضحى في سبيل جبهة البوليساريو حبيس خيمة أهله ، لا من يسأل عنه ولا من يواسيه ، ولا من يطمئن عليه، فازدادت حالته سوءً ، وانتظرت عائلته طويلا تطلب إجلاءه إلى الخارج ، وتمكينه من الحصول على تأشيرة طبية ، فتحججت القيادة بالظروف الدولية ، والإجراءات المترتبة عن جائحة كورونا .
في نفس الوقت كانت القيادة تحظى بعناية فائقة ، وينقل عناصرها للاستشفاء من إصابتهم بكورونا في المستشفيات الجزائرية، قبل أن ينكشف أمر نقل إبراهيم غالي إلى اسبانيا، وعلاجه ونقله بطائرة خاصة لمجرد إصابته بكورونا ، وحظي بعناية ورعاية طبية خمس نجوم.
كان المقاتلون يتساءلون لماذا لم ينقل زملاءهم الجرحى معه في نفس الطائرة ، ما دام النقل بحجة الدواعي الإنسانية، وحالة الجريح محمد لمين ميشان ، أصعب وأخطر حالة ، ومعرض لفقدان البصر ، وحالته إنسانية بكل المقاييس، تساؤلات مشروعة لكن لا مكان لها في معجم القيادة، ومن يتحكم فيها من داخل الأراضي الجزائرية، فاللاجئون الصحراويين مجرد قرابين في سبيل عيش القيادة، ومجرد أتباع يموتون لتحيا القيادة.
في لحظات كثيرة كان أنصار البوليساريو يدافعون عن القيادة، ويحثون الجرحى على الصبر والانتظار، ويتضامنون معهم باعتبارهم مقاتلين ضحوا بأنفسهم، ويرددون المصطلحات المعروفة : “الشهداء- الجرحى- حماة الوطن – الرجال ” ، المصطلحات التي طالما استعملتها البوليساريو لتطويع الساكنة، لكنها سقطت في الامتحان فنحن اليوم لسنا في السبعينيات ولا الثمانينيات ، والعالم تغير والتكنولوجيا ، والإخبار تجعل العالم قرية صغيرة، وما عاد يمكن الضحك على الناس وإخفاء الحقيقة.
جبهة البوليساريو تدعي الافتخار بالمقاتلين ، رمتهم رمي الكلاب، واستغلتهم في حربها المزعومة تارة تصفية للحسابات و تارة أخرى في شبكاتها الإجرامية ، وسلمتهم للموت المجاني، وفوق ذلك تطالبهم بالصبر ، وتوزع عليهم عبارات الثناء التي لا تقدم ولا تغني شيئا.لقد وجد أنصار البوليساريو أنفسهم في تناقض، وهم يدافعون عن القيادة التي تجلي عناصرها والمقربين منها ، وتترك المقاتلين الذين زج بهم الى الموت والانتحار ، وتتركهم عرضة للضياع ولا تبالي بهم.
ازدادت حالة “محمد لمين ميشان ” تدهورا ، وأصبح يعاني من مضاعفات وألم فضيع برأسه، ويصاب بالصرع ويسقط مغشيا عليه بين الفينة والأخرى ، فنقلته العائلة بعدما استنفذت كل الطرق ، واعتصمت أمام مقر رئاسة البوليساريو، وأمام باقي مؤسساتها ، وتم تخوين العائلة ، وتشويه سمعتها ، واتهامها بالعمالة لجهات خارجية، لكن تعاطف الساكنة مع حالة المقاتل وخروجهم للتظاهر معه، لينت من موقف القيادة، وجعلتها تبدي تجاوبا ، وترضخ لمطلب العائلة بإجلاء ابنها إلى الخارج للعلاج، خاصة مع فتح الحدود الجوية ، فوعدت قيادة البوليساريو العائلة بمساعدة في السفر وتمكينه من التأشيرة، وأعطتهم موعدا بتاريخ 28 يونيو 2021، وهو التاريخ الذي حل قبل يومين، شريطة التراجع عن الاحتجاج ، وطي الموضوع، وهو ما كان ، وما التزمت به العائلة.
اليوم مرت يومين على الموعد المتفق عليه، وقد انتقل أفراد من العائلة إلى مقر وزارة الصحة بناء على الموعد المحدد، فتفاجئوا بتجاهلهم ، وإنكار وجود أي ملف بخصوص حالة الجريح، وتبين للعائلة انعدام أي مؤشر يدل على الاهتمام بحالته، وإنكار وجود شيء ذي صلة بالموضوع، ليعود أفراد العائلة إلى خيمتهم يجرون الخيبة، والحسرة، غير قادرين على إطلاع الشاب الجريح بما حدث ، ليختفي كل أمل في إكمال علاجه ، وتطبيبه.
والى حدود هذه اللحظات، وبعد زيارات متكررة للصحة وغيرها ، وبعد استنفاذ كل الوسائل والاتصالات اللازمة ، تعيش عائلة الجريح حالة هستيرية، وبدأ أقاربها ومعارفها بالتحرك لتبين الموضوع، ومعرفة حقيقة الوعد الكاذب، والضحك على الصحراويين من طرف القيادة، التي أمعنت في إذلالهم واستغلالهم واللعب بمشاعرهم ، ويستوي في ذلك عندها حتى الأتباع ومن يقاتل في صفوفها ويغتر بدعايتها.
#منتدى_فورساتين
هروب جماعي من مخيمات تندوف وسط تدخل عسكري جزائري لمنع النزوح
تشهد مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة موجة هروب جماعية غير مسبوقة من قِبَل ساكنتها، حيث تتوج…