غالي متاح حسب الغرض، الزيارة مسموحة للبعض خدمة للأهداف السياسية وممنوعة على الآخرين لدواعي صحية
استقبل ابراهيم غالي ما يسمى الوزير الأول لجبهة البوليساريو المدعو : بشرايا حمودي بيون، بجناحه الخاص بمستشفى عين النعجة بالجزائر .في وقت لم يسمح فيه لكل المتعاطفين مع جبهة البوليساريو ، وحلفاء الجزائر المؤيدين لها ، من الحصول على موافقة لزيارته ، وقد ناب عن ابراهيم غالي في استقبال الزوار، وزير خارجية البوليساريو ، الذي استقبل شخصيات ودبلوماسيين مؤيدين للبوليساريو نيابة عن غالي في مكتب غير بعيد عن مكان تواجد زعيم البوليساريو.
فماذا تخفي الجزائر ؟، ولماذا تسمح بالزيارة لمن تريد وتمنعها عمن تريد ؟ .
أحاطت الجزائر مقر تواجد ابراهيم غالي بحماية خاصة، ومنعت زيارته والاقتراب منه ، ولم يسمح بولوج جناحه الا للرئيس الجزائري لحظة عودته من اسبانيا ، واليوم حين استقبل رئيس ” حكومة ” البوليساريو ، وهما الزيارتين المراد توظيفهما بما يتماشى مع الرسائل المرجوة منها، والأهداف المرجوة من تلك الزيارات سياسيا وتسويقها إعلاميا .
زيارة الرئيس الجزائري أريد منها تمرير رسائل خارجية، لم يستطع النظام الجزائري الصبر عليها الى حين استقرار حالة ابراهيم غالي ، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى ولج عبد المجيد تبون ، غرفة مريض يفترض أنه يعاني مضاعفات صحية خطيرة، لم يهتم لها الرئيس الجزائري حين دخل مع جيش من المرافقين والعسكر والممرضين والحراس ، بغرفة لا تستوعب ذاك الكم الكبير من البشر، ولا تحترم الاجراءت الإحترازية المعمول بها مع الحالات المصابة بكورونا ، ولم تراعي الظروف الصحية للمريض، بل حضر الإعلام والتلفزيون الرسمي ، وطلب من المريض التحدث بما يناسب الحدث، والأخذ والرد في حوار متفق عليه، سجل بالكامل صوتا وصورة ، ونقل على المباشر بهدف تمرير الرسائل التي يريد العسكر الجزائري.
أما زيارة اليوم فقد جاءت لتمرير رسائل الى الداخل ، ووضع الأمور في نصابها، والإجابة على الكثير من الأسئلة المحرجة التي راجت في غياب زعيم البوليساريو ، فما هي أهداف الزيارة ؟ وما الغاية منها ؟.
زيارة ما يسمى الوزير الأول بحكومة البوليساريو، يراد منها طمأنة الرأي العام الداخلي للحالة الصحية لابراهيم غالي أولا، وإظهاره بمظهر المتعافي القادر على العودة للساحة ، والتعويل عليه ، وثانيا وهو الأهم لقطع الطريق أمام أي محاولة من الصقور داخل القيادة التي تصارعت في غياب الرئيس حول خلافته ، وناقشت في السر تداعيات غيابه، وجيشت وناورت للمضي لتنظيم مؤتمر استثنائي لاختيار رئيس جديد ، لكن صراع تلك القيادات فيما بينها ، عطل تنفيذ الأمر قبل أن تتبخر الآمال بتحسن الحالة الصحية لغالي ، ومنع الجزائر للخوض في الأمر دون موافقة مسبقة منها وبالطريقة التي تراها مناسبة.
الوزير الأول لجبهة البوليساريو ، وإن كان لا يهش ولا ينش ، ولا أثر له داخل جبهة البوليساريو ، ولا يتمتع بأي صلاحيات ، ولا يملك شخصية قادرة على فرض نفسه ، ما جعل منه أصغر بكثير من المنصب الذي يتولاه، وجعله أضعف من أن يواجه التحديات الكبرى التي تواجهها جبهة البوليساريو بالداخل، إلا أنه يبقى أحسن واجهة بحكم سلاسته ولينه في التعامل ، وانصياعه للأوامر ، وطاعته العمياء دون مشاكل.
الزيارة اليوم ، وإن وصفتها قبل قليل جبهة البوليساريو بأنها جاءت لتقديم الوزير عرضا مفصلا حول سير البرامج والأنشطة بالمخيمات، رغم أن الصور لا تظهر الوزير يحمل ولو ورقة واحدة، فبالأحرى ملفات أو تقارير ، بل جاء لالتقاط الصورة أولا لتوجيه الرسائل الداخلية كما أشرنا ، وثانيا لسماع الأوامر وتنفيذها كما اعتاد على ذلك.
وحسب ما توصلنا به من معلومات ، فقد ذهب “بشرايا بيون ” الى الجزائر بأمر مباشر من القيادة العسكرية الجزائرية لتلقي تعليمات من اجل التأثيث لمساهمة كبيرة من اللاجئين الصحراويين في الانتخابات التشريعية الجزائرية، خاصة أن منطقة تندوف تعتبر خزانا انتخابيا هاما تعول عليها الجزائر في إنجاح الانتخابات، وتسجيل نسب مشاركة عالية ، ويكفي أن نعلم أن تندوف هي الوحيدة التي تعرف أكبر نسبة مشاركة مقارنة مع باقي المناطق الجزائرية، ما يضفي على الانتخابات الجزائرية نوعا من القبول ويساهم في الوصول الى المعدل الادنى الى المشاركة، في ظل عزوف جزائري كبير .
جبهة البوليساريو تجند بشكل واضح في إنجاح الانتخابات الجزائرية ، وتعمل على توجيه الالاف من الصحراويين الى التسجيل في الانتخابات الجزائرية، وتشهد المخيمات حملات مكثفة للمترشحين الذين يوجد من بينهم صحراويون يتلونون تارة بلون اللاجئين الصحراويين المقيمين بالمخيمات، وتارة أخرى بلون المواطنين الجزائريين ، ويتم ذلك حسب الطلب وظروف كل مرحلة، وحسب ما تقتضيه المصلحة العامة التي تختلط فيها وتشتبك المصالح بين الجزائر وجبهة البوليساريو.
ومباشرة بعد تلقي التعليمات الجزائرية ، توجه الوزير الأول لجبهة البوليساريو لأخذ صورة مع ابراهيم غالي ، وزعت مع ما يتناسب من رسائل تخدم الأهداف المرجوة والمتفق عليها.
وختاما نحيطكم علما أن زيارة ابراهيم غالي ، تبقى ممنوعة بسبب حالته الصحية، ونظرا للإجراءات الصحية الموصى بها في ظل انتشار كورونا ، ومخافة تعرض المريض لانتكاسة صحية لا يقوى على تحملها ، ونرجو من المتعاطفين والدبلوماسيين وأصدقاء البوليساريو تفهم الأمر وتقبله.
#منتدى_فورساتين
هروب جماعي من مخيمات تندوف وسط تدخل عسكري جزائري لمنع النزوح
تشهد مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة موجة هروب جماعية غير مسبوقة من قِبَل ساكنتها، حيث تتوج…