بعد قرابة ستة أشهر من إعلان الحرب : جبهة البوليساريو إلى أين ؟؟؟
علمنا من أكثر من مصدر خاص من المقربين من قيادات الجبهة، باستفحال الصراع بين صقور الجبهة تحسبا لرحيل مرتقب لابراهيم غالي، خاصة بعد تواجده المفاجئ في اسبانيا للتداوي من مرضه العضال، وهي الحرب الخفية التي لا هوادة فيها ولا تراعي أخلاقيات ولا جانب إنساني، ولا يهمها تجاوب “الرئيس” من عدمه مع بروتوكول العلاج، فكل ما يهمها هو الحضور وقت تقاسم كعكعة إن توفي غالي.
هذه الحرب الخفية بدت ملامحها تظهر بعد تعدد الخرجات المتكررة و الغير المببرة لوجوه كثيرة، منها خرجات البشير الكديديب، و ممثلي الجبهة باوروبا و اسبانيا و الأمم المتحدة، وزير الداخلية، وتسارع ازلام بعض القيادات في الخروج لتلميع صورة قيادات على حساب اخرين.
ولعل المتابع للشأن الصحراوي بدأ يتفطن لهذه الامور، ففي ‘السلك الدبلوماسي” لاحظ الجميع خرجات ممثل الجبهة في اوروبا، ابي بشرايا البشير, و الذي لم يفوت أي مناسبة من اجل الظهور في ثوب المتحكم في خارجية البوليساريو.
في المقابل لوحظ غياب او تغييب محمد ولد السالك، عن الساحة السياسية،ومن جهة اخرى، فإن سيدي عمار، ممثل الجبهة في الامم المتحدة، يغرد خارج السرب، بإخراجه لبيانات خارج السياق، يخاطب من خلالها بشكل فردي الصحراويين، كمحاولة منه لتقمص دور المدافع عنهم امام المنتظم الدولي، همه الوحيد والاخير، هو كسب دعم في الحصول على منصب، امام اي تعديل مرتقب في الجبهة.
وزير داخلية البوليساريو، مصطفى سيد البشير، دشن خرجات متوالية ، للتخفيف تارة من تداعيات غياب غالي، و تارة من اجل الدفاع عن “انجازاته” وتبرير إخفاقه في الحد من مظاهر الجريمة بالمخيمات، والدفاع عن قراراته الكارثية، دون أن ننسى طبعا الغاية من كثرة الخرجات ، طلبا لأن يصبح وجها مألوفا لدى الصحراويين طمعا في كسب قاعدة شعبية تؤهله للدفاع عن حظه في أفق تعديل مرتقب في صفوف القيادة.
البشير مصطفى السيد، حاول تفنيد تواجد غالي بإسبانيا، مع تأكيد تواجده بالجزائر، غير أن قيادات اخرى تعمدت تكديب روايته بأساليب غير مباشرة، والهدف من التكديب هو توريطه اكثر، وقد تورط فعلا أمام الأتباع.
ولد البوهالي الذي لا يفوت فرصة من اجل الظهور بثوب العسكري المحنك المدافع عن الكفاح المسلح، اكتفى بالاستيلاء على منطقة اشركان القريبة من بئر مغرين، و المعروفة بالذهب وبأنشطة التهريب .
و طبعا كل من سبق من القيادات يسعى إلى خلق تكتلات قبلية وتحالفات تراعي المصلحة الشخصية أولا، وبقاء المجموعة في السلطة حسب قوة كل طرف.
من الناحية العسكرية، لم يعد أحد مهتما بالبلاغات العسكرية، فقد علم فورساتين من مقاتلين بالنواحي العسكرية، على أن القيادات الميدانية اصبحت مقتنعة بالفخ الذي نصب لهم من طرف ابراهيم غالي و بعض القيادات العسكرية ، أدى لتوريطهم في حرب غير متكافئة ، وتعريضهم للخطر، وانتظار الموت في سبيل ارضاء متطلبات القيادات المدنية، بل ان المقاتلين اصبحوا على قناعة تامة بأن الحرب ما كانت الا تقديمهم كقرابين لجلوس الجبهة على طاولة المفاوضات، والعسكر يؤدي فاتورتها.
أطر وأتباع جبهة البوليساريو حائرون تائهون، يتابعون المشهد العام، ويستحضرون كل القرارات والاجراءات التي عرفتها الجبهة قبل وبعد إعلان الحرب، وبدأت القناعة تترسخ لديهم بأن جبهة البوليساريو لا مؤسسات لديها، بل فقط أشخاص. وتفطنوا على غرار قادة في الصف الأول ، إلى قضية أخرى، على ان أصل الحرب و هي الكركرات، لم تكن في حقيقة الأمر لخدمة القضية الصحراوية، بل فقط من أجل إعطاء فرصة للمنتوجات الجزائرية لأخذ نصيب لها بالسوق الموريتانية، وقطع الطريق بين المغرب وعمقه الافريقي، وتعطيل إقتصاده ولو الى حين، دون إغفال البحث عن ذريعة للحرب كيفما اتفق.
——————-
الفيديو المرفق لوزير داخلية البوليساريو ، جاء لينكر دخول غالي باسم “بطوش” ( تعمد أن يغير اسمه “علوش” )، فقال أنه لم يدخل بهذا الاسم لكنه دخل باسم آخر وهو أن يصرح بالاسم لأنه ليس ثرثار.
ونحن نقول : لا نريد الا هذا التأكيد، فالموضوع ليس بطوش أو علوش، فالموضوع هو دخوله باسم غير اسمه، وأنت أكدته من حيث لا تقصد.
شكرا على تأكيد المعلومة.
أضف تعليق
الى جلالة الملك محمد السادس .. نداء استغاثة من مخيمات تندوف
انضم الشاب الصحراوي “هماد محمد عينة” الى قافلة المنتفضين على عصابة قادة جبهة ا…