‫الرئيسية‬ Rubrique انتفاضة بصيري : انتفاضة وحدوية ، اختفى قائدها الى اليوم ،شارك فيها زعيم البوليساريو ، فحمته السلطات الاسبانية ، وقمعت البقية
17 يونيو 2021

انتفاضة بصيري : انتفاضة وحدوية ، اختفى قائدها الى اليوم ،شارك فيها زعيم البوليساريو ، فحمته السلطات الاسبانية ، وقمعت البقية

كيف استغلت جبهة البوليساريو انتفاضة بصيري واشعاعها ؟. ولماذا لم تطالب بالكشف عن مصيره ، حين تفاوضت مع الاسبان على إعادة16 جنديا اسبانيا اختطفتهم البوليساريو ؟ .

في سنة 1970 شارك شاب صحراوي يسمى : ابراهيم غالي ، كما الكثيرمن الشباب الصحراوي في انتفاضةالزملة ” ( انتفاضة بصيري ) بمدينة العيون ، لطرد الاستعمار الاسباني والدعوة الى استرجاعالصحراء الى المغرب ، فتدخلت اسبانيا وفرقت الانتفاضة بالقوةواستعمال الرصاص الحي ، فقتلت وسجنت الكثيرون ، وهرب الغالبية .

من بين السجناء ابراهيم غالي ، الذي أمضى مدة تقل عن العام ، لكن مفجر الانتفاضة : سيدي بصيري اختفى الى اليوم، ليتبين لاحقا أنابراهيم غالي انخرط في منظمة الطليعة المشرفة على الانتفاضة ، وسعى الى التقرب من زعيمها، الطي كان يقوم بحملة توعية في صفوفالصحراويين، بينما كان ابراهيم غالي يقوم بنقل كل صغيرة وكبيرة الى السلطات الاسبانية ، التي كان عنصرا ضمن قواتها المكلفة بالبدو ،وبأنه ظل يشتغل لصالحها لسنوات طويلة ، وهكذا فهم الكثيرون كيف نجى ابراهيم غالي من العقوبة التي طالت الكثير من الشباب آنذاك،وبأنه سجنه القصير كان بغرض التمويه.

اليوم ابراهيم غالي ، يقود جبهة البوليساريو ، ومفجر انتفاضة بصيري : سيدي ابراهيم بصيري ، اختفى الى الأبد ولا زال مصيره مجهولاالى الآن .

يأبي التاريخ الا ان ينصف عظماء صنعوا الأحداث وتركوا ارثا وطنيا محط افتخار للأجيال التي تلتهم ، ويأبى التاريخ الا أن يفضح لصوصامتسلقين ، ركبوا على تلك الأحداث لصناعة أمجاد لأنفسهم، زالت مع الوقت وتقشرت وتساقطت بفعل عوامل التعرية الزمنية، واندثرت وتبخرتلأن الحقيقة لا تتبدل ولا تتنمق ولا تتزوق ، قد تخفيها يوما وقد تخفيها أعواما وعقودا ، قد تجملها أو تصبغها ، وتحاول تغطيتها ، لكنها لاتزول ، بل يزول كل ما هو مزور ومغشوش ، وتنمحي الصبائغ والماكياجات ، فتظهر الحقيقة على طبيعتها تأبى الزوال .

تحل غدا الذكرى 51 لانتفاضة بصيري التي توافق أيضا ذكرى اختفاء مفجرها : سيدي ابراهيم بصير .

ذكرى شامخة تأبى النسيان، توثق لحدث انتفاضة الصحراويين ضد الاستعمار الاسباني .

يأبى التاريخ الا ان يذكر سيدي ابراهيم بصيري ، الذي ضحى بنفسه في سبيل حرية أبناء جلدته، وفي سبيل وحدة الوطن ، لم تكن أفكارهانفصالية ولم تكن محرضة أو داعية للانقسام على عكس دعاية جبهة البوليساريو .

جبهة البوليساريو وانتفاضة بصيري :

سبقت الانتفاضة تأسيس جبهة البوليساريو التي لم يكن لها وجود ، وقادها زعيم صحراوي وحدوي قادم من شمال المغرب ، شاب متنور منعائلة عريقة ومتدينة ، انطلق الى مدينة السمارة جنوب المغرب فأسس لنواة الانتفاضة، ونيم صفوفها ، واستطاع تأطير ساكنة أغلبها غيرمتعلم، كما استطاع أن يجمعهم حوله ويقنعهم بتوجهاته وأفكاره الرامية الى طرد المستعمر الاسباني من الصحراء.

المفارقة أن من يعتبرون انفسهم اليوم قيادات بجبهة البوليساريو كان جزء منهم طرفا في الانتفاضة، وسعى للتجييش لها ، وساهم فيتفجيرها، واليوم يحاولون سرقة انتفاضة بصيري ، لصناعة تاريخ لانفسهم ولحركتهم الفتية التي لم يكن لها وجود.

سيلاحظ المتتبعون لشأن المخيمات، أن جبهة البوليساريو تحرص منذ سنوات طويلة على الاحتفال بذكرى انتفاضة بصيري ، وتسويقها بمايتناسب مع دعايتها الانفصالية، ليس حبا فيه وفي انتفاضته ، وانما طمعا في الركوب على انتفاضته المجيدة، وجلب تعاطف الصحراويينممن يذكرون تلك الانتفاضة وشارك فيها غالبيتهم عن قناعة وقبول.

في بداية تأسيس جبهة البوليساريو ، لاقت القيادة مشكلة في التسويق لمشروعها، وفي الدعاية لعناصرها المغمورة ، فكانت تتطاول علىانتفاضة بصيري ، لتسهيل التعريف بالقيادة، وادعاء مشاركتهم في الانتفاضة، او القرب من بصيري نفسه، بحثا عن تعاطف الساكنة، وطلباللدعم والمساعدة، فقبلت القيادة على مضض المرور من قناة سيدي ابراهيم بصيري ، حتى تصنع لنفسها تاريخا لا تملكه، وحتى يسهلعليها التحرك والاقناع درن مشكل، رغم أن تلك القيادة كانت تتمنى أن تقبر ملف الانتفاضة ، وأن تطوي صفحة بصيري ، لأنه ينافسها فيالميدان، ويتعارض معها في الفكر.

ومما يدين جبهة البوليساريو ، انها في مفاوضاتها مع الاسبان على المخطوفين من رعاياها ، أو مبادلة الأسرى ، لم تطالب يوما ببصيري ،ولم تذكره ولم تراسل اسبانيا بخصوصه ، ولم تسع للبحث عنه .

ولمن يسأل عن السبب ؟، فالاجابة تكمن في التفاصيل ، فجبهة البوليساريو كانت تتمنى أن لا يعود بصيري ، لأنه لو عاد فستكون في خبركان، فهو البطل المعروف ، الذي تحبه الساكنة، وتتطلع لعودته ، ليكمل مسيرته ، وهي المسيرة التي كانت تختلف عن توجهات جبهةالبوليساريو ، ولهذا رأت في بقائه مختفيا راحة لها، ونجاحا لمشروعها ، فلم تطالب به يوما ، لكن بالمقابل ظلت تستغل انتفاضته، وتتبجحبمشاركة عناصرها معه ، ثم انطلقت تزور حقيقة الانتفاضة، وتدعي بهتانا ، بأنها حركة تطالب باستقلال الصحراء، رغم أن الواقع غير ذلك ،وهو ما تبين مع الزمن ، وكشفت اكاذيب جبهة البوليساريو ، وسرقتها للتاريخ.

اليوم ينصف التاريخ بصيري ، ويعطيه حقه، وتخرج عشرات الشهادات المحلية والدولية تتحدث عن شخصية وأمجاده وبطولاته ، وسعيهللوحدة ونبذ العنف ، والرغبة في طرد الاستعمار الاسباني لبناء وطن واحد موحد ، تحاول جبهة البوليساريو تشويه حقيقيته ، وتسعى للركوبعلى أحداث تاريخية راسخة في الذاكرة، لتضفي شرعية مفقودة على حركتها التي تبنت العنف والتفرقة وتآمرت على الوطن ، وسعت لشرذمةالصحراويين وتشتيتهم، واستغلال معاناتهم.

نستحضر ذكرى انتفاضة بصيري بكثير من الفخر والاعتزاز ، وندعوا الى مواجهة استغلال هذه الذكرى العزيزة، وأن يسعى الجميع لفضحجبهة البوليساريو ، التي تريد تشويه تاريخنا ، وتسعى قيادتها الى التكسب منها على حساب الالاف من الابرياء ، الذين عاصر غالبيتهمبصيري ، وتشبعوا بفكره، وسمعت الالاف من الاجيال اللاحقة عن بطولاته وسيرته العطرة ونضاله المأجور، بينما تخلت شرذمة القيادة عنانتفاضة بصيري ، وتنصلت من مبادئه ، ورمت بنفسها في أحضان الجزائر ومن على شاكلتها ، وتورطت في المتاجرة بالصحراء في سبيلربح صانعيها ، ورضيت القيادة بالفتات ، وبالمناصب الزائفة ، وانتصرت للطمع الذاتي، واستقوت على الضعفاء بمخيمات تندوف ، رافضةكل حل سلمي قابل للتطبيق، مستمرة في غيها وظلمها ، لا تهمها سوى مصلحتها.

تمر 51 سنة على اختفاء بصيري ، مفجر الانتفاضة المجيدة بمدينة العيون سنة 1970، والذي استطاع جمع الصحراويين على قلب رجلواحد، خرجوا جميعا ضد اسبانيا، التي قمعت وقتل وسجن منهم الكثير ، ولا زال مصير بصيري مجهولا الى اليوم ، وقضية وصمة عار علىجبين اسبانيا ، التي رفضت الافصاح عن مصيره .

رحم الله الفقيد بصيري ، ولا سامح الله من خانوا مبادئه ، وتاجروا بانتفاضته ، وعلى الدرب سائرون.

#منتدى_فورساتين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

‫شاهد أيضًا‬

زعيم البوليساريو يبصم على تعيينات تزكي تسلط صحراويي الجزائر على حساب الأقلية المستضعفة من صحراويي المغرب

حملت تعيينات جديدة، وافدا جزائريا جديدا على رأس ما يسمى وزارة الداخلية بجبهة البوليساريو، …