‫الرئيسية‬ Actualités بين الصحراويين بالمخيمات والصحراويين بالمغرب
5 سبتمبر 2021

بين الصحراويين بالمخيمات والصحراويين بالمغرب

 رهنت جبهة البوليساريو مصير جزء صغير من الصحراويين بمخيمات تندوف ، ورهنت مستقبلهم بمشروعها الوهمي، وسوقت لوجود دولة فوق فيافي الاراضي الجزائرية بالقرب من تندوف ما انزل الله بها من سلطان.

منذ سنة 1973 وجبهة البوليساريو أو الدولة كما يحلوا للقيادة أن تسميها ، هي المؤسسة الواحدة والوحيدة الموجودة ، ويمنع الانخراط والانتظام داخل جمعيات أو أحزاب ويؤجل كل ذلك حسب دستور الجبهة الى ما بعد الاستقلال .

جبهة البوليساريو هي جبهة الرأي الواحد والحكم الواحد والقيادة الواحدة والأبدية ، تسلط وقمع ودكتاتورية ومصادرة راي .

اذا ما قارنا على سبيل المثال لا الحصر ، موضوع الانتخابات بين جبهة البوليساريو والمغرب ، سننصدم من النتيجة ، فالانتخابات لوحدها كفيلة بدحض أطروحة البوليساريو الوهمية ، واقبار دولة المنفى .

بالأقاليم الصحراوية هناك انتخابات حقيقية على غرار باقي مناطق المغرب ، برؤية واضحة وأحزاب معلومة ، وتنظيم محبوك ، وحرية في الترشح والتصويت ، دون ادنى تدخل من السلطات المغربية التي تسهر على السير الطبيعي للانتخابات ومرورها في جو تسوده الشفافية والمساواة.

بالبوليساريو لا وجود للانتخابات بمفهوم الانتخابات ، لا مجال للديمقراطية ، توجد فقط مؤتمرات شعبية ترشح مندوبين معروفين مسبقا ، يؤثثون لمسرحية المؤتمر العام لتحديد القيادة المشكلة لجبهة البوليساريو وأمينها العام ، المعروف سلفا دون مجال للخطأ .

بجهات الصحراء، يوجد منتخبون حقيقيون ، منهم مواطنون عاديون يتقدمون بكل حرية وقناعة لخوض غمار المنافسة على الظفر بمقعد برلماني أو عضوية مجلس من المجالس الجماعية أو الجهوية أو غيرها. لكن بالمخيمات لا يوجد منتخب واحد يتقدم من تلقاء نفسه ، ولا يمكن المنافسة بأي حال على الرئاسة ، ولا أن يشارك اسم عادي في المؤتمرات ما لم يكن من الموالين والاتباع ممن لا يعصون القيادة ما تأمرهم ويفعلون ما يؤمرون دون تفكير ولا زيادة او نقصان .

بجهات الصحراء ، الغني والفقير ، الكبير والصغير ، الموظف والمعطل ، الرجل والمرأة ، الكل يشارك في الانتخابات بكثافة منقطعة النظير ، تفوق نسبتها كل جهات المغرب ، بسبب القناعة التامة بضرورة المشاركة في التصويت والوعي التام بأهميته . يمكن اعتبار الانتخابات بأقاليم الصحراء أبرز استفتاء وأصدق اختيار وأهم استطلاع يتجدد كل ست سنوات ليثبت للعالم أن الصحراويين مندمجون في بلدهم، ومنخرطون في بناءه ، ويشاركون بكثافة لفرض من يرونه أهلا لتمثيلهم محليا ووطنيا.

اذا زرت الاقاليم الصحراويين سترى الجميع منخرطا في الانتخابات مشاركا في الدعاية.

لكن بالمقابل داخل المخيمات ، الصحراويون بالالاف ، لكن المشاركين في مسرحيات البوليساريو واختيار قيادتها لا يتعدون المئات ، ثم بعد ذلك تدعي جبهة البوليساريو بأنها الممثل الشرعي للصحراويين كل الصحراويين بمن فيهم المتواجدين بالمغرب.

فعلى من تضحك ؟.

جبهة البوليساريو غير قادرة على اشراك كل ساكنة المخيمات في المؤتمرات ، بل تعمل على اقصائهم ، وتدفع فقط بالموالين لها ليشاركوا في مسرحياتها . بالمخيمات لا وجود للانتخابات ولا التصويت ، يوجد فقط الانتقاء بناء على الولاء ، ثم يقوم المنتقون بالاختيار من الموجود تبعا لتوجيهات عليا ينبغي احترامها باسم الحفاظ على المشروع الانفصالي وتحسبا للمفاجآت.

بالمخيمات تمنع جبهة البوليساريو ساكنة المخيمات الذين عاشوا بها قرابة نصف قرن من ابداء الرأي بشفافية خوفا من منهم ، فهي لا تثق فيهم ، بالمقابل بالمغرب يُسمح للعائدين من المخيمات بالانخراط التام والطبيعي وممارسة المواطنة الكاملة ، وأيضا تعج الحملات الانتخابية بعشرات المناصرين للطرح الانفصالي ممن راجعوا افكارهم التطرفية ، أو من استطاعت الاحزاب المغربية تأطيرهم ، ومنهم من قرر خوض الانتخابات بكل سلاسة ، فالمغرب يمنحه كل الحرية في تصحيح مساره بعدما اقتنع بزيف اطروحة جبهة البوليساريو وهذا دليل واضح على ان الديمقراطية توجد بالاقاليم الصحراوية ، وأن المغرب يستوعب أبناءه ويسامحهم ويأخذ بأياديهم ويفسح لهم الطريق دون أدنى مشكل .

جبهة البوليساريو مؤسسة أفراد ، والانتخابات والاختيار الديمقراطي حلم يستحيل على ساكنة المخيمات ، وحتى وان قبلنا فرضا بتسمية مسرحيات البوليساريو ومؤتمراتها بالانتخابات ، فهل الجبهة تتبع نظام مؤسساتي؟ ، ان كانت كذلك وتعتبر نفسها ” دولة ” رغم افتقادها لكل المقومات ، فلماذا لم يظهر اي نائب للرئيس طوال أشهر غيابه.

وبعد هذا كله يأتي بعض الجهلة ليعطوا الدروس عن الديمقراطية ، ويحاولون دون جدوى حث الصحراويين على مقاطعة الانتخابات لأساب غير مقنعة ، بينما الحقيقة أنها تحرجهم وتفضح زيف تمثيلية البوليساريو للصحراويين ، ولو كانت جبهة البوليساريو تعتبر وتستفيد من الدروس لعرفت قدرها عند كل استحقاقات انتخابية ، ففي مل محطة انتخابية يثبت بالدليل انخراط الصحراويين في مسار التنمية ومشاركتهم في البناء والتشييد ، وسعيهم في التعاقد مع مرشحيهم على التطوير والنماء وتأهيل المنطقة بما يتناسب وتطلعاتهم وحقوقهم كمواطنين يرفلون بشروط العيش الكريم وتتوفر لهم كل المرافق الحيوية والضرورية، يحاسبون المرشحين على برامجهم ويعاقبونهم بكل ديمقراطية ان لم يلتزموا بوعودهم، كل ذلك يحدث بعيدا عن الدولة او تدخلها ، أو القاء اللوم عليها ، او تحميلها المسؤولية ، لأن الدولة رسخت الجهوية وقطعت فيها أشواطا كبيرة ، تمهيدا لتنزيل واقعي لمبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي وواقعي ينهي مأساة الصحراويين بالمخيمات ممن لا يتوفرون على مرافق ولا عيش كريم ولا مستقبل يلوح في الافق، يعانون من الحصار والتجويع ، ومحرومون حتى من اختيار من يمثلهم بالمخيمات.

#منتدي_فورساتين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

‫شاهد أيضًا‬

الى جلالة الملك محمد السادس .. نداء استغاثة من مخيمات تندوف

انضم الشاب الصحراوي “هماد محمد عينة” الى قافلة المنتفضين على عصابة قادة جبهة ا…